الطـــفل سبيــــــكة ذهــــــــبية

بقلم د. مجدى عجمية //

  عندما يلتحق الطفل بالمدرسة منذ نعومة أظافره يكون أشبه بسبيكة الذهب التى يمكن صهرها وتشكيلها وفقاً لرؤية الصائغ الفنية وهدفه من صناعتها طبقاً لمتطلبات المجتمع حتى يحقق ارتقاء فى مهنته وشهرة طيبة فى حسن صياغته و مكاسب طائلة لأسرته واقتصاد وطنه….وهكذا يكون دور التعليم فى تربية النشئ من خلال وضع المناهج الدراسية المناسبة للمرحلة العمرية وتوفير كل الإمكانات المادية والفنية والنوعية ولما كان المعلم هو الصائغ وأحد الركائزالأساسية فى العملية التعليمية فالأمر يتطلب حسن إعداد المعلمين القادرين على القيام بمهامهم علمياً وأخلاقياً على أكمل وجه والعمل على توفير كل متطلبات الحياة الكريمة لهم ولأسرهم ، وكذلك تعد المنشآت التعليمية ركيزة أساسية فى نجاح العملية التعليمية فهمى بمثابة المصنع المعدّ والمجهزبأحدث التقنيات و تنصهر فيه السبائك لكى يبدع الفنان فى حسن صياغتها ؛ فلابد من الالتزام بعدد التلاميذ فى الفصل الواحد بحيث لايتجاوز 25 خمسة وعشرين تلميذاً ، وهذا يتطلب توفير القاعات المناسبة المعدة بأحدث الوسائل العلمية التكنو لوجية والمعامل وماتحتاجه من أدوات ومواد تحتاجها التجارب العلمية والملاعب التى تسع لممارسة كل الأنشطة الرياضية وحجرات للأنشطة الفنية لممارسة فنون الرسم والموسيقا والمسرح والغناء وتنمية المهارات الإبداعية فى الخطابة والشعر والقصة والندوات الثقافية فى الانتماء والأخلاق وصحيح الدين والمواطنة و التاريخ ومبادئ الاقتصاد والسياسة والتنمية البشرية والمناسبات الدينية و الوطنية.. وغيرها والاهتمام بالمتميزين فى هذه الأنشطة والمتفوقين علمياً وحسن رعاية مواهبهم وقدراتهم ودعمهم مادياً وأدبياً تشجيعاً لهم و تحفيزاً لباقى التلاميذ ..ومن جانب آخر لابد من رعاية الأطفال الفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة وتوفير كل مايحتاجون إليه حتى يشعروا بأنهم ليسوا أقل من أحد ويؤكد لديهم شعور الانتماء والعدالة الاجتماعية..ولا شك أن من وراء متابعة كل جزئيات هذه المنظومة وزير قائد يحسن الإدارة والمتابعة ويكافئ المصيب ويعاقب المخطئ ، ويحسن اختيار القيادات فى كل الإدارات ويدقق فى متابعة برامجهم العلمية والفنية والإدارية والمالية حتى يتحقق الهدف المنشود و يصبح الطفل مواطناً سوياً لديه انتماء لوطنه ويحسن التعامل مع أفراد أسرته ومجمتعه يعرف ماعليه من واجبات مثلما يدرك ماله من حقوق ؛ وبذلك يكون عمل الوزير بمثابة خاتم الصلاحية للسبيكة الذهبية ..هل فكرنا يوماً أن الطفل منحة إلهية وطاقة علمية وإبداعية لاتقل أهمية عن المال بل تعلو على قيمة السبيكة الذهبية ؟؟؟!!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان