الشيشة الالكترونية..اختراع “مجهول” لتحقيق المكاسب ولا يعلم أحد أضراره
شارك
متابعة : خالد متولــى
انتشرت منذ فترة موضة “التدخين الالكتروني” والتى تتيح لمن يستخدمها كمية محدودة من النيكوتين على شكل بخار وليس على شكل دخان كما هو المعتاد وكانت تسمى أيضا “السيجارة الكهربائية” ومؤخرا ظهرت ” الشيشة الالكترونية” بدعوى أنها خالية من الدخان ولا تؤذي الصحة ولا تلوث البيئة ويمكن تدخينها في الأماكن العامة ويتم تسويقها الآن عبر الانترنت بعد تزايد الدراسات التى تحذر من المخاطر الصحية الكبيرة لتدخين الشيشة العادية لاحتواء التبغ على نيكوتين متفحم ومحترق بالإضافة إلى القطران فهل هذا اسلوب نصب جديد علي حساب صحة الشباب؟!
مكونات مجهولة
يقول عماد محمد وهو صانع شيشة فى منطقة وسط البلد: الشيشة الالكترونية او “الشيشة الصحية” سهلة الاستعمال والنقل وهي متوافرة حاليًا في الأسواق، وهى تشحن بالطاقة الكهربائية وخالية تمامًا من التبغ والنار والقطران وأوكسيد الكربون، ويوجد منها على شكل السيجارة الالكترونية ولكنها بنكهات الشيشية، وتعتمد علي “التدخين الإلكتروني البخاري” ولا تترك أي آثار أو رائحة بمعنى ان دخانها مزيّف، لأنّه بُخار، لا يلبث أن يتلاشى في ثوانٍ قليلة مثل ذلك البخار الذي يستعمل في الكيّ والتنظيف والتعقيم. وهى مخلوط طبيعى للتدخين خالٍ من النيكوتين والقطران والتبغ، ويتم إنتاجها من مكونات طبيعية 100% خفيفة ومتنوعة لتوفير البخار الكثيف. وهذا ما جعل العديد من الأشخاص يشترونه للاستخدام فى المنازل خصوصا أن طريقة استهلاكه سهلة جدًا، إلى جانب أن ” الحجر ” يباع ومعه نشرة تعليمات تسهل على المستهلك العادى إعداد حجر الشيشة دون أى مساعدة، ومتوافرة فى نكهات متنوعة مثل التفاح بأنواعه الأحمر والأخضر، والعنب، والشيكولاتة والبطيخ والنعناع والخوخ.
أضرار بالجملة!
لكن الدكتور محمد سامى استاذ أمراض الصدر بطب قصر العينى يؤكد أن القول بضآلة كميات المواد المضرّة في هذه الشيشة غير دقيق، وغير واضح تحديد الكمية الفعلية التي يتعرض لها الفرد جراء تدخينه هذه الشيشة الإلكترونية، وليست هناك معلومات أو دراسات تثبت عدم حدوث الضرر على صحة الإنسان وبالأخص الرئة، عند التعرض المزمن، وبمفعول تراكمي لهذه المواد الكيميائية عبر تدخينها، ويضيف: جرى الترويج في الآونة الأخيرة، في حملة دعائية تحت عنوان “الشيشة الصحية” أنها بديل للشيشة التقليدية. وهي جهاز تدخين إلكتروني لا يُستخدم فيه الفحم ولا التبغ.
ويقول المصنعون: إنها لا تحتوي المواد السامة والمسرطنة الموجودة في التبغ كالقطران وأول أوكسيد الكربون، والدخان الناتج من تنفيخها لا يؤذي المدخّن ولا غير المدخنين المعروفين بالمدخنين السلبيين، ورغم أن الترويج للشيشة الإلكترونية يشير إلى أن مكونات سائل الشيشة متوافرة في المنتجات الغذائية، بمعنى أن ماهو آمن للأكل قد يكون آمناً للاستنشاق. فما هو الدليل الذى يؤكد ذلك؟! فالأمر مختلف بين أكلها واستنشاقها. كما أن الشيشة الإلكترونية تعرض مستهلكها لمادة كيميائية أيضاً ما زالت قيد الدراسة في مراكز الأبحاث العالمية والمؤسسات الدولية لتحديد ما إذا كانت مضرة بالصحة أو لا.
مؤذية لصحة الإنسان
وشدد الدكتور محمد سامى على ضرورة معرفة ما إذا كانت المكونات تشمل أي مادة كيميائية يمكن تصنيفها على أنها مادة مدمنة “كالنيكوتين” أو غيرها، واشار الى أن هذه الشيشة الإلكترونية هي كتجربة للسيجارة الإلكترونية التي هي موضع استفهام المنظمات الدولية التي تعنى بالصحة، إذ ليس ما يكفي من الأدلة العلمية للتحقق من صحة هذا الادعاء من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك حاجة لمعرفة كل المواد المكوِنة لسوائل الشيشة الإلكترونية لاختبارها وتجربتها من خلال إخضاعها للفحوص المخبرية للتثبت مما إذا كانت مؤذية لصحة الإنسان.
يستحسن عدم ترويجها كبديل عن الشيشة التقليدية قبل التأكد مما إذا كانت لها أي فوائد تحد من ضرر استهلاك النارجيلة الشائعة، لذلك لا بد من حظرها إلى حين التأكد بالطرق العلمية، من صحة فوائدها التي يروج لها ومن مدى مطابقتها للمعايير الصحية التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية.
التعليقات مغلقة الان