كتبت / جيهان السنباطى لم تكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لجامعة القاهرة لحضور حفل تكريم أوائل الجامعات زيارة عابرة , ولم يكن الهدف منها فقط هو تكريم بعض المتفوقين دراسياً , بل كان الهدف الأساسى منها هو توصيل رسالة مباشرة وواضحة وقوية للشباب , تؤكد لهم إعتراف الدولة بدورهم العظيم فى الثورة والتحول الديمقراطى فى مصر , ودورهم الأعظم الذى تنتظره منهم خلال السنوات القادمة , ومحاولة من الرئيس لإحتواء الشباب ومخاطبته عن قرب لتوعيته وإطلاعه على مجريات الأحداث فى مصر , وصعوبة التحديات التى سنواجهها فى الفتره القادمة , والتى تتطلب منا جميعاً الوقوف يد واحدة للعمل على مصلحة هذا الوطن ووضعه على الطريق الصحيح , وأن مصر تحتاج الى شبابها للنهوض بها . تلك الرسالة لم تأتى من فراغ , بل جاءت لتذكرنا بأن الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية وتأثيراً فى المجتمع , وهم عماد المستقبل ووسيلة التنمية وغايتها وسر النهضة , وهم بناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير للوطن , وبهم تتشكل ملامح الحاضر والمستقبل , ويمثلون الطاقة والحيوية والقدرة على البناء , وعندما يكون الشباب واعياً يتسلح بسلاحه العلم والمعرفة , فسيصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر إستعداداً لخوض غمار المستقبل , ولذلك فإن جميع الأمم تراهن على الشباب لتكسب الحاضر والمستقبل لإدراكها بأنهم العنصر الأساسى فى أى تحول ديمقراطى تنموى سياسى أو إقتصادى أو إجتماعى فبالشباب تنهض الأمم . ولذلك أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته فى حفل تكريم أوائل الجامعات بجامعة القاهرة على أن بناء مصر الجديدة لن يكون سوى بسواعد أبنائها , وحاول طمئنة الشباب والتاكيد لهم بأن السنوات القادمة تحمل الخير لهم جميعاً , حيث الإهتمام والعناية والتقدير لمكانتهم , وحل المشاكل التى يتعرضون لها خاصة مشكلة التعليم والبطالة والتى إرتفعت بشكل ملحوظ فى مصر خلال العام الماضى لتتخطى مانسبته 13,4% أى مايعادل 3.7 مليون شخص , وذلك بسبب الضعف الإقتصادى الذى تشهده البلاد جراء عدم إستقرار الوضع السياسى فى الفترة السابقة . وجاءت كلمة الرئيس لتحمل مؤشرات إيجابية تؤكد إهتمامه بشباب الوطن فقد أعلن سيادته عن تخصيص نسبة 50% للشباب فى المجالس المتخصصة التابعة لرئيس الجمهورية تهدف إلى مشاركة الشباب فى بناء مستقبل مصر والمشروعات العملاقة التى تشيدها مصر خلال الفترة الحالية , وشدد على أهمية إعداد وتأهيل الشباب سواء للإلتحاق بسوق العمل أو لتعزيز مشاركتهم المجتمعية فى شتى مناحيها , بالإضافة الى أهمية الارتقاء بمستوى الطلاب، وزيادة مشاركتهم فى تطوير الأداء الأكاديمى لجامعاتهم والالتزام بتطبيق معايير الجودة العالمية . وأعتقد أن تلك الكلمة كان لها مردود إيجابى كبير فى نفوس الشباب , وأن رسالته حملت رسالة لمن يهمه الأمر بأننا نبنى مصر الجديدة الآن بالعلم والشباب , وأغلقت الأبواب على من يريد التلاعب بعقول الشباب وزرع الافكار الهدامة فيهم التى تستهدف النيل من مقدرات الوطن .
التعليقات مغلقة الان