” السيسى “يكرس وضعا دوليا جديدا لمصر علي مستوي العالم بالأنضمام لمجموعة ” البريكس”

أميرة إبراهيم /

تمثل محاولة الانضمام لمجموعة البريكس مبدأ جديدًا من مبادئ التحرك المصرى على المستوى الدولى التى يكرس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى وضعا دوليا جديدا لمصر يتمثل فى خلق روابط تجمع القاهرة بكل الكيانات المهمة على مستوى العالم.

وتعكس هذه الخطوة استقلالية وشجاعة فى القرار السياسى المصرى الآن، على نحو لم يكن متاحا منذ سنين مضت حين ضغطت واشنطن على القاهرة لعدم الدخول فى هذه المجموعة، وقبل ساعتها نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ليصاب الخبراء المصريون بإحباط شديد.

وراود حلم الانضمام لمجموعة البريكس يراود مصر منذ تكوين هذا الحلف الاقتصادي خلال اجتماع للتجارة العالمية فى المكسيك، وكان الوفد المصرى المشارك فى الاجتماع لديه الرغبة فى الانضمام، إلى أن جاءت التعليمات من القيادة السياسية وقتها بعدم الانضمام للحلف، نزولاً على رغبة الولايات المتحدة، التي مارست ضغطا سياسياً على عدد من الدول بعدم الانضمام للحلف، وبناء على هذه الواقعة تأخرت مصر فى الانضمام لهذا الحلف الذى أصبح أكبر تكتل اقتصادى، يضم دولاً أصبحت تنافس الولايات المتحدة اقتصاديا كالصين.

ويسعى الرئيس جاهدًا لإلحاق مصر بالبريكس بحيث يمكن لصانع القرار المصرى المفاوضة السياسية من واقع تكتلاته الاقتصادية، والمفاوضة الاقتصادية بموجب روابطه السياسية، والتحرك الدبلوماسى استنادا لصلاته الواسعة، وتمرير المصالح المصرية وفق شبكة علاقات شديدة التعقيد تربط مصائر دول وتكتلات كبرى بصورة مباشرة بمصر.

هذا التحرك يأخذ فى حسبانه شكل التجارة العالمية على مستوى العشرين عامًا القادمة والتى ترصدها علوم المستقبليات على أنها ستشهد سيادة صينية تامة ستحل محل الهيمنة الأمريكية على مجريات الاقتصاد والتجارة والثقافة فى العالم.

وإذا كانت السنوات القادمة ستشهد بزوغ نجم الصين وأحلافها المتحللة من “لوازم” و”نطاقات” هيمنة الولايات المتحدة، فإن مصر ربما للمرة الأولى فى تاريخها، تتحرك على مستوى المصلحة القومية الآنية، وتضع فى اعتبارها “احتمالات” المستقبل وتتصرف فى ضوئها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان