السيسى لواشنطن وطهران: من يلعب بالنار يكتوى بها!

 متابعة : خالد متولــى

ليس مصادفة أن يحضر إلى القاهرة فى أسبوع واحد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية ورئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبنظرة سريعة على أسئلة الرجلين يتضح أنهما ذهبا إلى قصر الاتحادية محملين بأسئلة تعكس قلق قيادات بلديهما السياسية، وربما كل دول الخليج، باستثناء إمارة صغيرة، من الوضع فى اليمن من ناحية، ومما تتعرض له مصر من هجمات إرهابية من ناحية ثانية.

فى اليمن يمكن القول إن شرعية الرئيس عبد ربه هادى منصور سقطت بعدما فقد السيطرة على كل مؤسسات الدولة بشكل فعلى، تحت سطوة سلاح الحوثيين المعتنقين للمذهب الشيعى الزيدي، والذين تحركهم إيران دون أدنى شك، وهنا من المهم أن نتساءل: ما الذي تريده إيران من اليمن؟ ولماذا صرح أحد قادة الحرس الثورى الإيرانى بأن طهران استولت على بوابة الخليج بعدما بسط الحوثيون نفوذهم على العاصمة صنعاء؟

الإجابة نجدها فى ثنايا حوار أجراه الرئيس اليمنى عبد ربه هادى منصور مع صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 31 مارس 2014، حيث قال: من يمتلك مضيق هرمز ويسيطر على باب المندب لن يكون بحاجة إلى قنبلة نووية ، كان الرجل ينوه إلى مفاوضات مجموعة الخمس+1 (أمريكا-روسيا-إنجلترا-فرنسا-الصين-ألمانيا) مع طهران بخصوص برنامجها النووى، فإذا ما أجبرتها القوى الدولية على تفكيك برنامجها وإخضاعه بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن ضم اليمن للحظيرة الفارسية سيكون التعويض المناسب لنظام الملالى.

غير أن ذلك ليس كل ما تريده إيران، فأصحاب العمائم السوداء مصممون على تصدير ثورتهم أو بالأحرى مذهبهم لدول الخليج، وحاولوا فعل ذلك عبر نظام الإخوان الذى جثم على صدور المصريين عامًا، تبادل خلاله المرشدان كلمات الغزل الصريح، فتصريح من محمد الكتاتنى يقول فيه إن الثورة الإيرانية ملهمة وأن الخمينى هو القائد والمعلم، قابله تصريح من طهران بأن الخمينى ما كان ليفعل ما فعل لولا أنه سار على نهج حسن البنا، كان أصحاب العمائم السوداء يرون فى مرسى ومن معه عرائس ماريونت يمكن من خلالهم السيطرة على أهم دولة فى الشرق الأوسط، ولكن الـ30 من يونيو غيرت كل شىء، وأطاحت بأمنيات أتباع الفقيه وأحلام الواهمين بعودة الخلافة، وأستاذية العالم معًا.

السيسى لم يكن وحده وهو يلقى بيان الثالث من يوليو بل كان وراءه شعبًا بأكمله وأشقاء خليجيين، باستثناء الإمارة الصغيرة، قدموا لمصر دعمًا ماليًا وسياسيًا، والأهم الاعتراف بشرعية بيانه الشهير وتجنيب القاهرة عزلة دولية كانت أقرب إليها من حبل الوريد، لذا فإن الإيرانيين لا يكفون عن التفكير فى التدبير لمصر وأشقائها على الضفة الأخرى من البحر الأحمر.

بصمات المخابرات الإيرانية تبدو واضحة على كل سيارة مفخخة، وأى عبوة ناسفة سواء عند مديرية أمن القاهرة، أو هناك فى كرم القواديس ، جنود أمريكان خدموا فى العراق قالوا ذلك لصحف بلادهم يرون استهداف الجنود المصريين بسيناء يتم بنفس طريقة استهداف زملائهم فى بغداد، ويقسمون أن رجلًا واحدًا مسؤول عن تدريب العناصر المسلحة التى تزرع تلك العبوات، يُدعى قاسمى سليمانى يشغل منصب رئيس الحرس الثورى الإيرانى، سليمانى الذى زار القاهرة سرًا فى يناير 2013، والتقى بديع والشاطر فى مكتب الإرشاد بالمقطم، بحسب ما ذكرته الجارديان البريطانية فى حينه، والشيعة فى شرق السعودية وفى مملكة البحرين رهن أى إشارة تصدر من سليمانى لإشعال نار الفتنة والسعى فى الأرض فسادًا.

السيسى بدا فى تصريحاته لرئيس تحرير عكاظ أثناء الحوار المنشور على حلقات منذ الإثنين الماضى، وكأنه يتحدث إلى الإيرانيين مباشرةً خاطبهم بقوله إنه ليس مقبولًا أبدًا أن يتحول اليمن إلى أرضية خصبة تشتعل فيها حروب أهلية، وتهيمن عليها شرور الإرهاب ، ثم ربط بين ما يحدث فى اليمن وتأثيره على جيرانها الخليجيين وما يحدث فى مصر بجملة واحدة من باب أولى أن نقف بكل قوة بوجه تصدير هذا الوضع إلى دول الجوار، أو ضرب مصالح دول المنطقة والعالم تحت أى مبرر أيًا كان مصدره وهناك فئة تدفع الأمور فى مصر نحو الأصعب .

وحينما سأله محاوره بوكالة الأنباء الكويتية خلال الحوار الذى أجرى أمس الأربعاء، إذا ما كانت إيران وأطرافًا إقليمية أخرى تدفع الأمور باليمن نحو هذا الاتجاه.. وهل نحن (مصر والخليج) بصدد الدخول فى مواجهة معها فى أكثر من موقع وآخرها اليمن؟، أجاب السيسى إيران أو غير إيران تدرك تمامًا أنه ليس فى مصلحتها أن تقود المنطقة إلى مزيد من الدمار، ويجب أن يقفوا عند حدهم لأن لذلك مردودًا سلبيًا ضخمًا ليس علينا على المنطقة فحسب ، ثم ألمح السيسى إلى مباركة الإدارة الأمريكية لما تقوم به طهران فى المنطقه مستدركًا: وإنما على أى أطراف تحاول أن تصب الزيت على النار، بدلاً من أن تعمل على التهدئة وترك دول المنطقة وشعوبها لحالهم يقررون مصيرهم

رسالة سيد الاتحادية كانت فى غاية الوضوح للأشقاء فى الخليج: أمن الخليج من أمن مصر فالمصير واحد والمستقبل مشترك، وللإيرانيين والأمريكيين وغيرهم من العابثين كانت كلماته حازمه: من يلعب بالنار سيكتوى بها.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان