الرئيس السيسي.. لن نتراجع عن التزاماتنا لمواجهة تغير المناخ بصرف النظر عن أى ظرف

أميرة إبراهيم/
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن العالم يجتمع فى ظل أحداث تسببت فى أزمات سياسية وتحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد طالت آثارها شتى أنحاء العالم.
وأوضح الرئيس فى كلمة له أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ، أن تغير المناخ يظل التحدى الوجودى الأخطر الذى يواجه كوكبنا وتداعياته تزداد تفاقما يوما بعد يوم، مبينا أن هذه التحديات تمثل بلا شك أعباء إضافية على بلادنا النامية.
وأشار الرئيس أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ، إلى أن الاجتماع يأتى فى ظل أحداث جرت على مدار العام الماضى تسببت فى أزمات سياسية، وتحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،
أود أن أتقدم إليكم، بخالص الشكر والتقدير، على مشاركتكم فى هذا الاجتماع المهم الذى يعقد بالشراكة بين مصر، والسكرتير العام للأمم المتحدة والذى كنت أتطلع للتواجد فيه معكم، لولا ظروف طارئة، حالت دون تمكنى من التواجد فى نيويورك.
منذ نحو عام مضى، شاركنا معا فى هذا الاجتماع، فى إطار الإعداد لقمة المناخ فى المملكة المتحدة، واليوم، ونحن على بعد أسابيع قليلة، من قمة المناخ السابعة والعشرين، التى تستضيفها مصر فى شرم الشيخ.
فإننا نجتمع مرة أخرى، فى ظل أحداث جرت على مدار العام الماضى تسببت فى أزمات سياسية، وتحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم.
إن هذه التحديات، تمثل ولا شك، أعباء إضافية على دولنا جميعا، وخاصة النامية منها إلا أن علينا دائما، أن نعتد بالتقارير العلمية الموضوعية، التى تؤكد بشكل قاطع، أن تغير المناخ، يظل التحدى الوجودى الأخطر، الذى يواجه كوكبنا وأن تداعياته تزداد تفاقما، يوما بعد يوم، مع كل ارتفاع فى درجات الحرارة.
ولعل ما شهدته دولة باكستان الصديقة مؤخرا، من فيضانات خلفت دمارا غير مسبوق، وفقدانا فى الأرواح وما شهدته القارة الأوروبية والولايات المتحدة، من حرائق غابات غير مسبوقة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة يعد نذيرا مؤلما، لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، ما لم نتحرك سريعا، وبشكل متسق، لنضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ، لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية.
أصحاب الفخامة،
إننى وإذ أتطلع إلى استقبالكم فى قمة المناخ، يومى السابع والثامن من نوفمبر القادم فإننى لعلى ثقة، أن اجتماعنا اليوم، سيخرج برسالة قوية، تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة فى شرم الشيخ.
وأود هنا، أن أطرح عليكم رؤية مصر، لعناصر هذه الرسالة، التى تنتظرها شعوبنا من اجتماعنا اليوم:
أولا – إننا كمجتمع دولى، وبصرف النظر عن أى ظرف عالمى، أو خلاف سياسى لن نتراجع عن التزامات ارتضيناها، وتعهدات قطعناها على أنفسنا ولا عن سياسات انتهجناها، حققت بالفعل مكتسبات مهمة، فى مواجهة تغير المناخ.
ثانيا – إننا كقادة للعالم، ندرك تماما، أن حجم الجهد المبذول، لا يفى بالمطلوب تحقيقه وأننا سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهداتنا سواء من خلال رفع طموح، وتحديث مساهماتنا المحددة وطنيا، تحت اتفاق باريس أو من خلال دعم كافة الجهود والمبادرات، الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ بالشراكة مع كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية، من المجتمع المدنى والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العالمى وهى أطراف، لا غنى عنها فى هذه المواجهة.
ثالثا – إننا كمجتمع دولى، نعلم تمام العلم، حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية والأقل نموا وحجم ما يتعين عليها مواجهته، للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار فى جهود التنمية، والقضاء على الفقر، فى ظـل أزمتى غــذاء وطـاقـة غيـر مسـبوقتين وإننا نتعهد، الدول المتقدمة منا، بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتنا، تجاه هذه الدول، بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف، وبناء القدرة على التحمل سواء بالوفاء بتعهد الـ”100″ مليار دولار وتعهد مضاعفة التمويل الموجه إلى التكيف أو بالإسراع من التوافق على هدف التمويل الجديد، لما بعد 2025.
أصحاب الفخامة،
أثق أنكم تتفقون معى، حول هذه الرؤية وأعلم أنكم ستأتون إلى شرم الشيخ، محملين بتطلعات وتوقعات شعوبنا جميعا ولا يساورنى شك، أننا كقادة للعالم، سنرتفع إلى قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا، لوضع هذه الرؤية موضع التنفيذ لكى لا تنظر إلينا الأجيال القادمة لتقول: “كانت لديكم فرصة فأضعتموها، وها نحن اليوم ندفع الثمن باهظا”.
وشكرا.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان