الحملة القومية لإنقاذ نهر النيل على الأثير وعلى أرض الواقع !!

بقلم الاعلامي- خالد الريدي

كانت جزءا مهما من فترتى الصباحية المفتوحة على الهواء اليوم فى ” صباح الخير ياإسكندرية”

والتي تضمنت الدور لمين؟

ـ وقول شكوتك ـ قول كلمتك ـ قول غنوتك أعجبنى فيها للغاية صراحة ووضوح الدكتور خالد الوصيف المتحدث الرسمى باسم وزارة الرى دون دفاع عن أحد بل انتقد أخطاء الجهات الرسمية وكان حديثه علميا منطقيا فى رده على تساؤلاتى حول تأثير إنقلاب المعدية النيلية التى كانت تحمل الفوسفات فى قنا ـ وأسباب تلوث المياه فى منطقة محددة بالذات فى الشرقية دون سواها ، من خلال التحاليل العلمية المتواصلة لشركة المياه ومعامل وزارة الرى ـ مع احترامه الكامل لتحقيقات النيابة فى هذا الشأن والتى تتنظر الوزارة نتائجها ـ وكذلك فيما يتعلق بملف سد النهضة والحديث حول الشركتين اللتين ستتوليان عمليات التقييم المختلفة لكن يبقى الأهم متى يحترم المصريون نهرا هو كما قال عنه خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “إنه نهر من أنهار الجنة” ، وهو أهم الأنهار الأفريقية والعربية على الإطلاق ، بل من أهم أنهار العالم ، وإذا احتسبنا فروعه فهو الأطول فى العالم ، وهو النهر الذى قدسه الفراعنة لكونه واهب الحياة لمصر ، وعلى ضفافه بنيت حضارتها العظيمة ، وجعلوا له إلها تقديرا لما له من آياد بيضاء عظيمة على أعظم حضارات الكون ؟؟ ـ متى يتوقف المصريون عن الاستهانة بهذا النيل العظيم الذى تغنى به الشعراء الكبار وأنشدوا فيه أعظم القصائد ، ويتوقوف عن الاستهتار الشديد فى التعامل معه بشكل لايقبله عقل ولا دين ولا خلق  ـ متى يشعرون بالخطر مما يفعلونه به من إلقاء أقذر ما لديهم من قاذورات فيه ، وإلقاء مخلفات الصرف الصحى الخطيرة للغاية ، والتى تهدد حياتهم ، والتى كانت سببا فى تلوث المياه فى مناطق كثيرة ، بشكل أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوى والكبدى ، وتصرف مصر المليارات على علاج المصابين بهذين المرضين أخطر مرضين مع السرطان ، الذين يحصدون أرواح ألاف المصريين سنويا مع التدخين وحوادث السيارات

 ـ متى نتوقف عن إلقاء الحيوانات النافقة فى النهر؟

الذى قال عنه المؤرخ اليونانى الأشهر هيردوت فى القرون الأولى ” مصر هبة النيل” ، بل وإلقاء الجثث البشرية أيضا ، فأين الأخلاق وأين الضمير؟؟ ـ إننى صرت أخشى أن يحرمنا الله من تلك النعمة الرائعة التى تستحق الصلاة من أجلها كى تبقى إلى يوم الفناء ، ولكنى أخشى عقاب الله العادل على هذا التبلد فى التعامل واللامبالاة وجحود ونكران النعمة ن ونحن لا نقدر أن دولا تصرف المليارات كى تقوم بتحلية مياه البحار المالحة لانعدام وجود المياه العذبة لديها ، أو حتى تنقية ومعالجة مياه الصرف الصحى وتحليتها بنظام المعالجة والتنقية الثلاثية المكلفة للغاية ، لتوفر كوب شرب نظيف أو مياها صالحة للزراعة !! ـ متى نصبح شعبا يشعر بقيمة ما وهبه الله من آلاء ونعم ، ويتعامل بما يرضى الله من ثرواته وكنوزه وهبات الله وعطاياه ، ونعود إلى أصولنا كشعوب صنعت الحضارة وسطرت التاريخ ، وحفرت اسمها بحروف من نور فى سجل الخلود ؟؟ ـ ومتى نشارك بجدية فى الحملة القومية لحماية وانقاذ نهر النيل ، التى أطلقتها وزارة الرى ، وتشارك فيها عدة وزارات وهيئات فى الدولة ،بعد الوثيقة التى وقع عليها رئيس الوزراء ، وصدق عليها رئيس الجمهورية ، وفى ظل دستور يشدد على حتمية احترام النيل ، وتجريم كل صور الاعتداء عليه ، بعدما ردمنا أجزاء كبيرة وبعناها أراض للبناء ، وأقمنا الإشغالات هنا وهناك ، وضيقنا المجرى الملاحى ، ولوثناه بكل الصور ، حيث ألقت فيه المصانه ملايين اللترات والمترات المكعبة من ملوثات الصرف الصناعى الخطيرة دون أدنى معالجة بالمرة !! ـ ونحن الذين نعانى من عدم كفاية الحصة المقررة لمصر من مياه النيل والمحددة ب55.5 مليار متر مكعب سنويا ، ونحتاج زيادتها ، فى ظل نمو سكانى مخيف ، وبعدما عشنا سنوات عصبية جراء الجدال والشد الخطير مع أثيوبيا ، واتفاق عنتيى الذى يلغى كل الاتفاقات السابقة الخاصة بنهر النيل ، والتى تبلغ 15 اتفاقية رسمية مختلفة ، أهمهم عام 1929 ، 1959 ، لولا ستر الله وجهود المخلصين ، فيما بقى المجتمع الدولى لا يأبه لشئ ، ويصنع أذنا من طين وأخرى من عجين ، وليس مكتفيا بصم أذنيه فقط !! فهل نصحو ونفيق قبل فوات الآوان ، ونتعامل كبشر يملكون عقولا ووجدانا وحسا وخلقا وضميرا ووعيا حقيقيا وخوفا من الله ، وهو من سيحاسبنا على كل ذلك حسابا عسيرا ؟؟ ـ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان