تعددت الحركات الإسلامية , فتغيرت مسمياتها , وإنتشرت فى أماكن عدة من البلدان العربية , مثل طالبان فى أفغانستان , وتنظيم القاعدة فى اليمن وبلاد المغرب , وحركة النهضة فى تونس , والجماعة الإسلامية المقاتلة فى ليبيا , وحركة الشباب المجاهدين فى الصومال , والحركة الجهادية فى الجزائر , وتنظيم الإخوان فى مصر , وداعش فى العراق , والسلفية الجهادية فى السعودية . إتبعت الحركات الإسلامية للسيطرة على تلك البلدان , والتوغل فيها , وإحكام سيطرتها عليها , مبدأ التكفير كسلاحاً قوياً فى زمن التفكير والعقلانية , فوجهته الى بعضها البعض , نتج عنه تطرفاً وتشدداً , تطور بعد ذلك الى عنف معنوى , وإرهاب دموى , بسبب إنتشار الجهل والأمية والفهم السطحى للقرأن وعدم فهم مقاصده فهماً صحيحاً . وقد إتخذت تلك الحركات من الإسلام ستاراً , لممارسة عربدتهم وأمراضهم النفسية , وممارسة خياناتهم التى لاتعد ولاتحصى , وتم رصد مليارات الدولارات لتنفيذ مخططاتهم , التى تهدف بالأساس الى تدمير الوطن العربى , وزرع الفتن فيه , ومحوه من على خريطة العالم , وإعادة تقسيمه كما يهوى رؤساء الدول الكبرى وحلفائهم , فإستغلوا أصحاب النفوس الضعيفة , والجهلاء , والفقراء , والمرضى النفسيين , ومحبى الشهرة والقيادة , وتجار الدين , وتجار السياسة , لإغراق العالم العربى فى دوامة الإرهاب والعنف والعمليات الإنتحارية والقتل والسرقة والإبتزاز والتدمير , التى لم تفرق بين سنى وشيعى وصوفى وغيرهم. وإذا توقفنا عند موقف قوى المجتمع الدولى من الحركات الإسلامية الموجودة على الساحة حالياً , سنجد أن موقفها يأتى من منطلق المصالح الخاصة بها , فتلك الدول لاترى فى وجود تلك الحركات أى خطر عليها , وبالتالى لاتتعامل معها بعنف أو تبدى مواقف عدائية لها , وتحاول إستغلال وجودها داخل الوطن العربى لتحقيق أهدافها فى إضعاف هذا الوطن وتدميره , ولهذا لايكاد يضمحل نشاط جماعة متشددة فى مكان ما , أوتوشك على الإنهيار , إلا ونصطدم بظهور جماعة متشددة أخرى فى مكان أخر , أقوى منها وأكثر تشدداً , وأكثر عنفاً , ولكن تسير على نفس نهج سابقيها , وكأننا ندور فى دائرة مفرغة لها بداية ولكن ليس لها نهاية . وتعتبر “داعش” من أحدث تلك الحركات الموجودة حالياً , أو مايسمى بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام , الذى ظهر فى العراق والشام فى أبريل عام 2013 , وهو تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفى الجهادى , ويهدف أعضاؤه الى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة , تدرجت “داعش” في عدة مراحل قبل ان تصل الى ما هي عليه اليوم، فبعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، تلى ذلك مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وكثف التنظيم من عملياته إلى ان اصبح واحدا من اقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق إلى ان جاء في عام 2006 ليخرج الزرقاوي على الملا في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبدالله رشيد البغدادي. وبعد مقتل الزرقاوي في الشهر عينه، جرى انتخاب ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وفي نهاية السنة، تم تشكيل دولة العراق الاسلامية بزعامة ابي عمر البغدادي وفي 19 نيسان 2010 قتلت القوات الاميركية والعراقية ابي عمر البغدادي وابي حمزة المهاجر. وبعد حوالي عشرة ايام، انعقد مجسل شورى الدولة ليختار ابي بكر البغداداي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيراً للحرب. وفي تاريخ التاسع من نيسان سنة 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب لابي بكر البغدادي يعلن فيه ان جبهة “النصرة” في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية، واعلن فيها الغاء اسمي “جبهة النصرة” و”دولة العراق الاسلامية” تحت مسمى واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن “جبهة النصرة” رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد، وينشط كل من التنظيمين بشكل منفصل في سوريا. وهكــــــذا ………… فاليوم داعش … ومن سيكون غداً ؟؟ وأننى لعلى يقين بأن هناك جماعة أخرى يتم الإعداد لها حالياً , لتكون عوضاً عن “داعش” إذاا ما أصابها الوهن , وإحترقت كل أوراقها .
التعليقات مغلقة الان