“الجميع يموت ويبقى الوطن”
بقلم … رامي زهدي
الجميع يموت.. في لحظة ما، في ظروف ما وفي مكان لا يعلمه إلا الله، يموت الجميع، كل في أجله الذي كتب الله… وفاة أحد المواطنين الذي تولى يوما ما في ظروف معينة منصبا رفيعا تستوي تماما مع أخريين عاشوا وماتوا ولم ولن نعرف عنهم شيئا، ويبقى الله فوق الجميع يسمع ويرى.. يموت التقى ويموت الوطني ويموت اللص ويموت الخائن… لاينتقي الموت أحدا… ولو كان يختار لأختار المؤمن بالله وترك الكافر ناكر وجود الإله. الدنيا لاتعني الكثير.. طالما أننا جميعا سائرون لنفس المصير، صراعا على حكم أو منصب أو مال لن يشفع لك في النهاية إذا كنت قد انفقت عمرك ظلما لنفسك والوطني وللناس لتصل لما تريده. عندما نقف أمام الله.. لن نصنف بإنتمائنا لجماعة أو لحزب… ولكن وحده فقط العمل الصالح والطالح… ماذا قدمت من خيرا وماذا لم تقدم… كم نفس كنت السبب في إحيائها وكم نفس ماتت وعانت بسببك… كما حلم ساهمت في تحقيقه وكم حلم دمرته ودمرت الحالمين به. طالما أنك ميت لامحالة.. فمت بشرف وعلى شرف، واترك خلفك ذكرى وعمل صالح عظيم ولا تترك خلفك لعنات ودعوات وتمنى أحدهم الرحمة لك وآخرون لايتمنون… العمل الصالح لايختلف عليه الله والناس، ورحمة الله تسع كل شئ ويبقى لنا انا نرحب أنفسنا بأن نقدم الخير وفقط. في النهاية كل الناس وكل الأحداث ستبقى سطر صغير في فقرة صغيرة في فصل صغير في كتاب تاريخ الوطن العملاق، ويبقى الوطن ويذهب الخائن والمخلص على حدا سواء، بينما يظل العمل وماذا قدمت خلفك ربما للأبد.
التعليقات مغلقة الان