التربية الإعلامية والتنمية المستدامة فى منتدى الإسكندرية للإعلام الدورة السابعة
شارك
ليلى خليل
إنطلق مساء اليوم الخميس فعاليات الدورة السابعة لمنتدى الإسكندرية للإعلام، بعنوان ” بعنوان التربية الإعلامية والتنمية المستدامة”، بمشاركة 250 مشاركًا من مختلف الدول العربية، وتمتد فعالياته على مدى ثلاثة أيام تنتهي في السبت 20 أبريل، ويعقد بالجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس.
أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، أن تطوير التعليم مشروع دولة وليس شخص أو وزير، مؤكدًا اهتمام القيادة السياسية بتطوير المنظومة التعليمية من أجل إصلاح مصر في ظل مسئولية مشتركة من المواطنين.
وأشار الدكتور طارق شوقي، إلى أن الوزارة حازت أكبر عدد شائعات انتشر عن مصر خلال العامين الماضيين وفق الإحصاءات الرسمية، ما يستدعي ضرورة إعادة النظر عن منهجية نشر الأخبار الكاذبة والتشكيك في الأخبار الصادقة.
ولفت شوقي، إلى أن الإعلام النظامي أو التقليدي وقع فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي، بسبب إعادة نشر الأكاذيب أو الشائعات، رغم عدم مرجعيتها، ثم اللجوء إلى المسئولين للحصول على نفي على شائعة ساهمت الوسيلة الإعلامية في ذيوع انتشارها.
وألمح وزير التربية والتعليم، أن تبعية وسائل الإعلام لما يجري في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي ظهر بشكل واضح خلال ما أثير من شائعات ومعلومات مغلوطة عن استخدام أجهزة التابلت في الامتحانات، وعدم محاولة وسائل الإعلام متابعة ما يحدث على أرض الواقع فيما يتعلق بالتابلت أو إلقاء الضوء على التصحيح الإلكتروني وحقيقة أن مليوني طالب خضعوا للامتحان دون سقوط النظام “السيستم” كما أشيع.
وانتقد الدكتور طارق شوقي، سرعة نقل الخبر دون تحقق أو نسبه إلى مصادر مسئولة، ما ينال من المهنية والمعايير الأخلاقية للصحافة والإعلام، مطالبًا الدورة السابعة لمنتدى الإسكندرية للإعلام الإجابة على تساؤلات مثل “ما معنى الإعلام في 2019؟ ما هو تعريف الإعلامي؟ ما هي مصداقية الخبر وضوابطه الأخلاقية”.
وأشار وزير التربية والتعليم، إلى أنه في ظل غياب التربية الإعلامية، تصبح الأخبار المغلوطة أكثر انتشار، خاصة مع شهية انتشار الأخبار السلبية وعدم تصديق الأخبار الإيجابية، مؤكدًا ظهور مصطلحات جديدة مثل “التنمر الإلكتروني” والحملات الممنهجة لنشر السب والقذف والدعاء دون الخضوع محاسبة أو مرجعة عبر الفضاء الإلكتروني كظاهرة اجتماعية جديدة.
ولفت الدكتور طارق شوقي، إلى أنه في ظل اتساع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي فكل مسئول عليه التجاوب مع العديد من المنصات، مشيرًا إلى أن مسئولياته تجبره على المشاركة في نحو 2600 مجموعة على “واتس آب”، إضافة إلى الإجابة ونفي ما يثار من شائعات تحوي في مضمونها عدم صلاحيتها للتصديق ورغم ذلك يسعى الإعلام للحصول على نفيها.
وأوضح أن أولياء الأمور في مصر نحو 40 مليون، بينما أصحاب مجموعات وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالتعليم تصل إلى 5000 مجموعة غير معلوم مسئولية قطاع كبير منها، أو حتى نواياه وتهديداته لتدمير لأي خدمة تقدم في أي قطاع.
بدوره، أكد الدكتور حسين أمين مدير مركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية، دعم ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للتعليم والعملية التعليمية لتحقيق النهضة ونقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة كجزء أساسي من رفعة الوطن وثقافته.
وأشار أمين، إلى أن تطوير العملية التعليمية التي تشهدها مصر حاليًا تستهدف التعمق في مسائل التعليم والمشاركة المجتمعية مع المدرس في المجتمعات المحيطة، مشيدًا بما قدمته وزارة التربية والتعليم بدعم ذلك التطوير من خلال ء الخبرات الدولية في سبيل إنشاء مشاريع رفيعة المستوى ستنقل الوطن إلى الأفضل.
وأكد أمين ضرورة تعميق الفكر المتعلق بالتربية الإعلامية كمفهوم كبير، عبر الجهد المحلي والدولي لتنمية الأجيال للتعامل الواعي الناضج، مشيرًا إلى أن المنتدى يأتي في توقيت تعيش فيه البشرية نهضة إعلامية غير مسبوقة تتسارع فيها دور وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة.
وحذر مدير مركز كمال أدهم، من الإرهاب، وتضاعف عدد المشككين والمتطرفين، ما يؤكد احتمالات الضرر والنفع من الفضاء الإعلامي على اتساعه، في ظل ثورة حقيقية في مجال الإعلام وانعكاسه على تفكير الناس و علاقاتهم وفهمهم لثقافاتهم وعاداتهم.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تساهم في التكوين النفسي للمتلقين ما يضع على وسائل الإعلام والتعليم والأسرة مهمة التصدي لتوعية الأجيال القادمة على قيم النقد السليم على ما في المحتوى من سلبيات ومغالطات.
من جانبه، قال أحمد عصمت المدير التنفيذي لمنتدى الإسكندرية للإعلام، أن الدورة السابعة للمنتدى تنطلق اليوم في رحاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالشراكة مع مركز كمال أدهم بكلية السياسات العامة بعد 6 دورات عقدت بالإسكندرية، ودورة خاصة بالعاصمة الفرنسية باريس بالتعاون مع فرانس 24.
وأوضح أن المنتدى صعد في أجواء عاصفة بالمجال الإعلامي، ونجح بتركيز أهدافه على مناقشة المستجدات في المجال الإعلامي ومحاولة التجديد وتحديث التقنيات التي يستخدمها الإعلاميون والصحفيون لتطوير منتجهم الإعلامي وقدرتهم على الإخبار، حتى حصل على جائزة الإبداع العربي من مؤسسة الفكر العربي في فئة الإبداع الإعلامي.
وأشار عصمت إلى أن الدورة السابعة من منتدى الإسكندرية للإعلام بمثابة مرحلة جديدة يتعاظم فيها دوره لتقديم مساحة حقيقية للتماس بين عدة محاور حيوية تتكامل عناصرها، وتنفصل قضاياها الفرعية لتصبح تحت مظلة واحدة خلال جلسات المنتدى لتحقيق مقاربة أكثر واقعية تسهم في تحسين بيئة الإعلام العربي.
وأضاف أن الدورة الحالية تناقش موضوع التربية والدراية الإعلامية والتنمية المستدامة عبر خمس محاور أساسية هي التربية الإعلامية وصناعة المحتوى، والتربية الإعلامية والبيانات، والتربية الإعلامية والتكنولوجيا والتنمية المستدامة والإعلام.
وأوضح عصمت، أن تاريخ الصحافة في الإسكندرية قديم جدًا وثقته حيث شهدت نهضة صحفية كبرى، استحقت معها المدينة أن تحمل لقب “عاصمة مصر الصحفية”، حيث كان يصدر بها وبعدة لغات خلاف اللغة العربية ما يقرب من نحو 78 جريدة يومية وأسبوعية منها صدور صحيفة «الأهرام» عام 1875لـ “سليم تقلا”.
وأشار عصمت إلى أن الصحافة النسائية كان لها نصيب سكندري بإصدار أول مجلة نسائية (لمجلة الفتاة) في الوطن العربي عام 1892 لصاحبتها هند نوفل وتلاها ومجلة أنيس الجليس وهي ثاني مجلة نسائية ظهرت في الإسكندرية، وأصدرتها ميلتادي أفرينو في 31 يناير 1898.
وتناقش الدورة الجديد من المنتدى محاور الإعلام الإلكتروني، وإنتاج المحتوى والتقارير، والإدارة المالية للمشروعات الإعلامية، بمشاركة 52 مدرب ومتحدث ومحاضر من 4 دول (فرنسا والسويد والأردن واليمن)، بالإضافة إلى مصر.
وتأتي الدورة السابعة بعد أن اكتسب منتدى الإسكندرية للإعلام الصبغة الأورومتوسطية، في أعقاب نجاح منتدى متخصص أُقيم في باريس – فرنسا، حول التدقيق والتحقق من الأخبار وإنتاج آليات لاكتشاف المعلومات والصور والفيديوهات المزيفة.
ويعقد المنتدى دورته الحالية بالتعاون مع مركز كمال أدهم والجامعة الأمريكية في إطار الاحتفال بعشرية إنشاء المعهد ومائة عام على إنشاء الجامعة بالقاهرة، حيث يشهد المنتدى عقد 5 جلسات متوزاية على مدار يومين بإجمالي 30 ورشة عمل، بالإضافة إلى 6 جلسات حوارية.
أنٌشئ “منتدى الإسكندرية للإعلام”، عام 2012 بالتعاون ما بين أليكس أجندة والمعهد السويدي بالإسكندرية؛ حرصًا على رفع مستوى الأداء العملي للكفاءات الإعلامية بمختلف مجالاتها (صحافة، إذاعة، تلفزيون … وكذلك الإعلام الإلكتروني)، وصولاً إلى مصداقية ومهنية حقيقة وبخاصة مجتمعات الإعلام المحلى. توج المنتدى فى ديسمبر 2016 بجائزة الإبداع العربي من مؤسسة الفكر العربي فئة الإبداع الإعلامي.
عقد المنتدى فى دورته الأولى في مايو 2013 بعنوان “الإعلام المحلي والتنمية ” على نطاق جمهورية مصر العربية فقط، ثم انطلقت دورته الثانية 2014 إلى رحاب أوسع ليشمل الوطن العربي وفي أبريل 2015 بالإسكندرية تحت عنوان “الإعلام المجتمعي في العالم العربي”، وفى أكتوبر 2016 ناقش المنتدى موضوع “ريادة الأعمال في مجال الإعلام في العالم العربي”؛ وعام 2017 تناول موضوع “الإعلام والابتكار”.، والدورة السادسة 2018 بعنوان “ضد الأخبار الكاذبة”.
التعليقات مغلقة الان