الانتخابات الرئاسية بين حجج المقاطعة و مبررات المشاركة

محمود الدغيدي :

ايام قليلة و تطل علينا الانتخابات الرئاسية و باستقراء التاريخ المصري نجد انه لم يكن هناك انتخابات رئاسية بالمعني المفهوم و إنما استفتاء شعبي.

و لكن بعد الدستور الحالي اصبح هناك انتخاب حر لمنصب رئيس الجمهورية و اصبح هناك استحقاق انتخابي مهم للشعب هو النزول لصندوق الانتخاب و اختيار من يرونه مناسبا لمنصب رئيس الجمهورية.

فالمشاركة السياسية مهمة جدا في تلك المرحلة من عمر الوطن فالمشاركة لها مدلول مهم علي الجانب الاقتصادي والذي ينعكس بدوره علي المواطن فهي تعطي رسالة لمؤسسات التقييم الدولية مثل مودييز و ستاندر اند بورز و بالتالي للمستثمر بان الدولة آمنة ومستقرة فتتدفق رؤوس الأموال اليها.

و العكس يحدث عند المشاركة الضعيفة فتوضع مصر في تصنيف ائتماني منخفض مما يضع الدولة في مأزق قلة الاستثمارات الخارجية مما ينعكس بدوره علي الاقتصاد القومي و بالتالي علي دخل المواطن العادي.

كما ان للمشاركة بعد سياسي داخلي و خارجي فعلي الصعيد الداخلي نجد ان الشعب يختار من يمثله و يختار رئيسه بحريه و ديمقراطية و ينعكس ذلك بالضرورة علي البعد السياسي الخارجي حيث يري العالم مدي رقي و حضارة الدولة و المناخ الديمقراطي الذي تعيشه و حجم المشاركة السياسية للشعب و بالتالي علاقات دولية اكثر فاعلية و استقرارا.

حيث ان العديد من الدول الغربية تربط العلاقات الاقتصادية بمدي الاستقرار السياسي و علي ذلك يجب علي الشعب المصري العريق في تاريخه السياسي و الذي عرف الدولة و الحكم و السياسة من قديم الازل و قبل كل الشعوب في المنطقة العربية و العالم ان يضرب مثلا لكل شعوب العالم في الوعي السياسي.

و ان يعي حجم التحديات و ينزل الي الشارع لاختيار رئيسه القادم ليري العالم مدي حضارة و عراقة الشعب المصري و استقراره السياسي و الاجتماعي و لا يستسلم لدعاوي الياس و المقاطعة و التي تصدر من اْبواق ضعيفة وحجج واهية يتشدق بها اعدء الوطن و التي تتزعمها جماعة ارهابية شعارها اكذب و استمر في الكذب حتي يصدقك الناس.

فالتاريخ يعيد نفسه عندما فهم الشعب مقصدهم و صحح المسار و قام بثورة ٣٠ يونيو واختار الرئيس السيسي رئيس وطني يعي جيدا حجم المتغيرات السياسية و الاقتصاديةعلى الساحتين الإقليمية و الدولية فقد أعاد للدولة المصرية هيبتها على الصعيد الدولى بعدما انهارت الدولة جراء ثورة 25 يناير و أقام المشروعات القومية و التى سوف تؤتى ثمارها على المدى الطويل عندما تتحرك عجلة الإنتاج و تعود رؤوس الاموال التى هربت نتيجة ثورة يناير فقد بذل كل جهد فى إعادة الأمن و الأمان الداخلى.

وعودة هيبة الدولة المصرية إلى سابق عهدها لما حاول أن يحافظ على علاقات دولية متوازنة فى ظل متغيرات إقليمية و دولية غاية فى الصعوبة و التعقيد و محاولة بعض الدول تهديد أمن مصر الحق نقول أن الرئيس السيسى هو رجل المرحلة لإستكمال مسيرة التقدم و يجب اصطفاف جميع طوائف الشعب خلف الرئيس و مؤسسات الدولة الوطنية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان