أجمع محللون أمنيون وسياسيون تحدثوا إلى “وكالة اللواء الاخبارية “، السبت، على أن الهجمات التي ضربت 6 مواقع في باريس، الجمعة، تعد “عملا إرهابيا غير مسبوق”، إذ إنه للمرة الأولى تستخدم الأحزمة الناسفة لتنفيذ هجمات داخل أوروبا.
وذكرت مصادر أمنية فرنسية إن 4 من المهاجمين قتلوا في مسرح باتاكلان، من بينهم ثلاثة فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، أما الرابع فقتل خلال هجوم قوات الأمن على المسرح.
كما أكدت تلك المصادر قتل 3 انتحاريين في استاد فرنسا الدولي، وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح باتاكلان، كانوا يرتدون أيضا أحزمة ناسفة، ليكون مجموع هؤلاء 7 انتحاريين من بين 8 أشخاص نفذوا الهجمات.
ووصف الخبير الأمني المصري طارق خضر الهجمات بأنها من “النوع الكبير الذي اعتمد تكنيك الصدمة المباغتة والمفاجئة”، في إشارة إلى تزامنها، ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، “لا سيما الأسلحة الناسفة، التي تستخدم لأول مرة في أوروبا”.
وأضاف أن “طبيعة الهجمات تؤكد أن منفذيها كانوا جميعا انتحاريين، بمن فيهم من ظهر وهو يطلق النار وهو مكشوف الوجه، ما يدل على أن الهجمات تمت دون النظر إلى من سيكون على قيد الحياة من المنفذين أو من سيموت”.
وأكد خضر أن “هجمات من هذا القبيل، وبهذا الكم الكبير من الأسلحة الناسفة التي ارتداها الانتحاريون يؤكد أنه كان مخططا لها منذ فترة كبيرة”، مشيرا إلى أن هذا يعود إلى “خلل أمني كبير”.
بدوره، قال مدير المركز المغربي للدراسات محمد بن حمو إن أوربا “لم تعتد على مثل هذا النوع من الهجمات، وإن لجوء الإرهابيين للضرب بأحزمة ناسفة للمرة الأولى مؤشر على أن هذه الجماعات قد توغلت بالفعل في أوروبا”.
وأرجع تنفيذ الهجمات في باريس بالأسلحة الناسفة إلى “تجارب هذه الجماعات باستخدام هذا النوع من السلاح في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تلقي أفرادها تدريبات على هذا النوع من الهجمات في أفغانستان وباكستان”.
ووصف بن حمو هجمات باريس بأنها “مؤشر كبير على أنها نقطة تحول في العمل الإرهابي”، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية التي كانت تنظر إليها أوروبا على أنها شأنا ثانويا، باتت بهذا الهجمات على طاولة البحث الداخلية لهذه الدول أكثر من أي وقت مضى”.
التعليقات مغلقة الان