الإنسان.. بين صراع المشاعر و الفوضى وعودة القيم
بقلم د. مجدى عجمية
صراع المشاعر بين الواقع والخيال أو الوهم والحقيقة أصبح مشكلة كبرى عند الأسوياء الذين تربوا على القيم الطيبة والأخلاق الحميدة وصدق النيات حتى ولو أخطأوا سرعان مانجدهم يعودون إلى جادة الطريق التى نشأوا عليها ..وفى أيامنا المعاصرة اختلط الحابل بالنابل والخطأ بالصواب والعدل بالظلم والاحترام واللين بالضعف والكبر والظلم بالعدل وأصبح لكل إنسان مبرراته فيما يقوم به من تصرفات وأقوال حتى أصبح يحلل ويشرع ويفتى فيما يعرفه وفيما يجهله ؛ مما أدى إلى فوضى الأخلاقيات وفوضى المعلومات وفوضى المصالح وفوضى الأهواء وفوضى المذاهب و العقائد وفوضى الحلال والحرام وفوضى الإيمان والكفر..فلم تعد هناك ملامح واضحة محددة ملزمة لكل إنسان ..ومن هنا تأتى أهمية تطبيق القوانين وتنفيذ الأحكام على الصغير والكبير حتى ترسى العدالة أركانها ويتأكد الضعيف بأن حقه ليس بضائع ويحرص الكبير على رعاية الصغير واحتوائه وتتبادل المشاعر النبيلة بصورة حقيقية بين الناس فنشعر بالاطمئنان النفسى والروحانى الذى لايقل أهمية عن الأمن العسكرى أو ضروريات الحياة المادية من طعام وشراب وملبس ومسكن ومال فقد تتوفر هذه الماديات كلها لدى بعض الناس ولاتحقق لهم الاطمئنان النفسى والوجدانى..ترى ماذا يجب أن نفعل فى حياتنا وثقافتنا وعلومنا وأعمالنا حتى يشعر كل إنسان بقيمته الإنسانية فى هذه الحياة ولايتعدى أحد على الآخر ولا يتجاوز أىّ إنسان حدوده مع أفراد أسرته و مع زملائه فى العمل ومع جيرانه وفى الطرق العامة و فى مؤسسات الدولة وفى المعاملات …وغيرها؟؟؟ و أتمنى أن يكون لعلماء الدين وأهل العلم والفكر والثقافة والإعلام الدور الأساسى فى تحقيق ذلك من خلال عقد مؤتمر عام توضع من خلاله خطوات التنفيذ وآلياتها وخطة نوعية زمنية والله نسأل التوفيق
التعليقات مغلقة الان