الإعلام العربي .. ينتصر على آفة الإرهاب

 

 

 

 

محمد العضايلة / رئيس الهيئة العربية للبث الفضائي بالأردن

المتابع للإعلام العربي مؤخرا یرى أنه بدأ یتعافى وأصبح قادرا على توجیه ضربة قاضیة تفضي إلى القضاء على الإرھاب واستئصال أفكاره بشكل كامل.

لا ننكر أن الإرهاب والتطرف استفادوا من ثغرات الإعلام العربي الناجمة عن تراكم الأخطاء في العقود الماضية ، الابتعاد عن مواكبة التطورات المتسارعة وتكنولوجيا الإعلام الحديثة  ، وظهور إعلام لخدمة أجندات مختلفة الأطیاف إلى جانب دور وسائل التواصل الاجتماعي التي اقتحمت حیاة المواطن العربي بشكل سریع ومؤثر؛ الأمر الذي خلق فجوة استغلھا أصحاب الفكر المتشدد للوصول إلى عقول الشباب العربي الذي يشكل قاعدة الهرم السكاني الأكبر في الدول العربیة، مستغلین حالة الفوضى التي عصفت بإعلامنا في الفترات السابقة، مستخدمین الخطاب الدیني والمفاھیم الدینیة المغلوطة التي تھدف إلى الوصول لعقول الشباب وایقاعھم في شباك الأفكار المتطرفة، وكان ھذا واضحًا من خلال أدرك الجماعات والتنظیمات الإرھابیة الأھمیة الاستثنائیة للوسائط الاتصالیة في إیصال رسائلھا السیاسیة الترھیبیة، ونشر ایدیولوجیتھا السلفیة الجھادیة المتطرفة حیث لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي الوسیلة الأبرز والأوسع انتشارا من وسائل الإعلام، ونجحت بالفعل.

إن الحرب على الإرھاب لیست عسكریة على الأرض فقط بل للإعلام الدور الأبرز في ھذه الحرب، وجزء لا یتجزأ من عناصر مؤسسات التنشئة الاجتماعیة إلى جانب الأسرة ودور العبادة والمؤسسات التعلیمیة، في ھذه الحرب، فھو یمثل درھم الوقایة لیكون السباق في خلق جدار المناعة من خلال تعریة أصحاب الفكر المتطرف ودعاة القتل والإرھاب، والإعلام العربي یراھن حالیا على جھود المؤسسات الإعلامیة العربیة والھیئات المھنیة المتخصصة في مجال الإعلام، والتي تمكنت في السنوات الأخیرة من ردم الھوة وإعادة مسار الإعلام إلى الطریق الصحیح لیصبح الخطاب المتطرف محاربًا من الجمھور قبل النقاد والمختصین ویبقى الرھان على وعي المواطن العربي الذي یمثل أھم ركائز نجاح الإعلام في أداء رسالته للوصول إلى مواطن ُمثقف و ُمتمّكن إعلامیًا ونقدیًا.

الإعلام العربي مشتركًا علیه مسؤولیة إیصال الحقیقة للعالم، وتعریة الفكر الإرھابي الدخیل على الوطن العربي، وتبرئة الدین منه، ویقع على عاتق الإعلام مواجھة الدعایة الإعلامیة الإرھابیة وتقویض مرتكزاتھا وسلب عوامل تأثیرھا وبیان شناعة أفعالھا وأثرھا الخطیر ومواجھة جمیع مفاھیمه وتصوراته الفكریة، وكشف حقیقته وفضح أوھامه ومزاعمه وأسالیب زیفه وخداعه في توظیف النصوص الدینیة والأحداث التاریخیة.

أخیرا أخذت الھیئة العربیة للبث الفضائي على عاتقھا العمل إلى جانب الھیئات والمنظمات والمؤسسات الإعلامیة العربیة لمحاربة الإرھاب والفكر المتطرف لإعادة المكانة السامیة للرسالة الإعلامیة العربیة. من خلال تنفیذ عدة مشاریع لتعزیز دور الإعلام العربي في التصدي لظاھرة الإرھاب والتطرف، وبما یخدم قضایا العمل الإعلامي العربي المشترك في الوطن العربي.