الإسكندرية فى عيدها القومى إلي أين ؟؟؟

بقلم د. مجدى عجمية /

الإسكندرية كانت من أفضل المدن الساحلية جمالاً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط منذ أن أنشأها الإسكندر الأكبر، وتوالت عليها العصور والحكومات والثقافات والحضارات ، وتنوعت فيها الآثارالفرعونية والاغريقية والرومانية واليهودية والمسيحية والإسلامية وصارت من أجمل المدن بهاءً ورونقاً وتألقاً وظل هذا حالها حتى تاريخ مصر الحديث والمعاصر فى القرنين التاسع عشر و العشرين ،وتم اختيارها عاصمة الثقافة العربية وكانت ومازالت موفداً لطلاب العلم والباحثين ولم لا وفيها أعظم وأعرق مكتبة فى العالم، وجامعتنا العريقة جامعة الإسكندرية، وفيها ميدان المنشية الذى أعلن فيه الزعيم جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وتتجمل بساحلها وطريق الجيش وحدائقهاالعطرة وبساتينها الجميلة مثل المنتزه وانطونيادس، وكانت تتزين كل عام فى يوم عرسها عيدها القومى الموافق 26 يوليو، وتقام فيها الاحتفالات والعروض الفلكلورية والفنية. ومع بدايات القرن الحادى والعشرين أخذت تظهر فيها المخالفات فى المبانى، وتهدم القصور والمنشآت الأثرية ذات الطابع المعمارى الحضارى وحلت محلها مبان استثمارية تهدف إلى الربح السريع مخالفة القوانين و كل التخطيطات الهندسية المعمارية والذوق والجمال فى فنون العمارة ؛ مما أدى إلى وجود أزمات كارثية فى المبانى والصرف الصحى والكهرباء والغاز و ازدحام لايطاق فى الشوارع والأسواق والطرق والكبارى والأنفاق، وازدادت حوادث السيارات ومزلقانات القطار والترام، وفى غياب السيطرة الأمنية فى بعض المناطق وإغفال رقابة المحليات بقصد أم نتيجة للإهمال والفساد زادت مشاكل المواطنين يومياً من بدء يومهم من تلوث للمياه وعدم وصولها للأدوار العليا و المناطق النائية ، وزيادة الأسعار واستغلال بعض التجار حتى أصبح دخل المواطن لايكفيه، والمواطنون يعانون أشد المعاناة من المواصلات و المرور و سوء الخدمة الصحية فى المستشفيات والمؤسسات الحكومية ، وزاد الطين بلة إهمال المسئولين فى تنظيف المدينة حتى صارت الزبالة مشهداً سيئاً يومياً فى جميع أحياء المدينة بما فى ذلك الشوارع الأساسية بلا استثناء حتى فى الأحياء التى كان يقال عنها راقية، وانتشر البائعون المتجولون فى كل مكان تراهم يفترشون الأرصفة والطرقات والكبارى والأنفاق و أمام المنازل وأمام محطات الترام والقطارات وأمام الكافيهات، وصارت الأكشاك والمقاهى بدون ترخيص تنتشر فى كل مكان وماأدراك مايحدثه كل ذلك من ضوضاء وتلوث سمعى وتلوث بصرى وتلوث بيئى ، وسيطرالبلطجية على مواقف السيارات والأرصفة يفرضون إتاوة على أصحاب السيارات ، وانتشر المتسولون والمجرمون فى كل مكان مثل إشارات المرور وعند المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات والبنوك ومؤسسات الدولة ومحطات الترام والقطار، والغريب أنك تراهم من كل الأعمار أطفالاً وشباباً ونساءً ورجالاً وشيوخاً ومنهم من يتصنع الإصابة والمرض والعجز، والأغرب أن بعضهم ليس سكندرياً جاء من القرى والمحافظات الأخرى ، ولم تسلم شواطئها من البلطجية المسيطرين على بعض المناطق مستغلين المواطنين البسطاء الفقراء ، ولم تسلم من ازدحام المصيفيين وتلويثهم للشواطئ بسلوكايات سيئة لاتليق بحياة إنسانية آدمية.. أيها القارئ العزيز أستشعرك متألماً مثلى لما صارت عليه مدينتنا العريقة التى كانت من أجمل المدن الساحلية فى العالم، وأراك مندهشاً مما عليه المسئولون من تقصير بيّن واضح لكل إنسان غيور على وطنه وفساد استشرى فى كثير من المواقع … وأسمعك غاضباً تقول ألم يحن الوقت بعد لكى تقتلع القيادة السياسية جذور الفساد وأن تستبدل المقصرين بمن هم أفضل كفاءة وإخلاصاً قى عملهم وأن توفر الإماكانات والقدرات والقوانين التى تساعد أىّ محافظ على اتخاذ القرارات المناسبة من أجل تحقيق حياة أفضل للمواطن ؟؟ بكل تأكيد لايقبل زعيمنا مانحن فيه، وبكل تأكيد لايرضى عن حال مديتنا الآن ، وبكل تأكيد نراه يسعى لكى يعيدها فى ثوب جديد يليق بتاريخها العريق ومجدها العظيم، ولايسعنى فى ختام كلمتى إلا أن نهنئ قائدنا البطل الجسور سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى متمنين لسيادته كل التوفيق فى مسيرة تنمية الوطن ، ومواجهة تحديات الأعداء وأن أهنئ الشعب السكندرى العظيم بالعيد القومى لمحافظة الإسكندرية..كل عام وشعب ومصرنا الحبيبة فى سلام واستقرار وأمان..
مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان