يعَدُّ الإعلام بكل أنواعه المقروء والمسموع والمكتوب من أهم أجهزة الدولة المدنية ؛ فهو المرآة التى تنعكس عليها أحوال الدولة بكل أجهزتها التنفيذية والقضائية والتشريعية ، ويقوم بدور الرقيب على ماتقوم به من أعمال فى كل المجالات ، ويستطيع أن يسلط الضوء على الإيجابيات ويبرز أهميتها فى تطوير حياة المواطن ، وكذلك يشير إلى السلبيات ويقترح الحلول المناسبة لها ، ومن جانب آخر يمثل الإعلام أحد العوامل الرئيسية فى نقل صورة المجتمع و التأثير على جميع أفراده بما يقدمه من أخبار مصر الداخلية والخارجية وأحداث إقليمية وعالمية وبرامج ومقالات وتحقيقات تنقح المعلومات الدينية و السياسية و الاقتصادية والعسكرية والرياضية والفنية والأدبية والدرامية والمسرحية فتؤثر على عقلية المواطن الثقافية وتشكل عقيدته الدينية الصحيحة المعتدلة وتربى لديه روح الانتماء والوجدان الوطنى المخلص لأرضه و لشعبه ،
وتؤكد على ضرورة الإحساس بالوحدة الوطنية ، وتؤصل فيه القيم الاجتماعية والتعاون مع الآخر واحترامه له ، وتنمى عنده الذوق الفنى والارتقاء بالقيم والأخلاق ،وتساعد على تعديل سلوكيات الناس وتغييرها نحو الأفضل ، وتدفعهم إلى المشاركة الإيجابية فى قضايا المجتمع ، وينقل صورة حيًة للواقع المصرى لكل وسائل الإعلام فى العالم.. ومن هنا يكون الإعلام عَين الراعى التى ينظر بها إلى أحوال رعيته ،و الأذن التى يسمع بها شكواهم ، ولسانه الذى يشرح أحوال الدولة لرعيته ، وضميره النابض بالعدل والإحساس بمظالم الناس ، وحكم القاضى بالعدل على المذنب، و يد ضابط الشرطة الأمين على المجرم ، وعين المقاتل الساهر على أمن وطنه ، وعقل العالم المهتم بشئون بحثه وطلابه، وعبقرية المخترع علماً يفيد البشرية..
ومن أجل تحقيق هذا الدور القومى لابد من حسن إعداد الإعلامى بالعلوم الغزيرة، والثقافات الوفيرة ،وأحدث التقنيات التكنولوجية ، وتوفير الإمكانات المالية التى يحتاجها ، وأن تكون من أساسياته أن يتصف بشرف أخلاقيات المهنة ، وأن يُعلى صوت الحق على صوت الباطل ، وأن يكون مشهوداً له بشرف الكلمة و بالأمانة والوطنية والحيادية المطلقة فى عرض موضوعه بحيث يتجرد تجرداً تاماً من أهوائه الشخصية ،ومصلحته الذاتية ،وطائفته الدينية، وعقيدته المذهبية ، وميوله الحزبية، وأن تكون مصلحة مصر كل المصريين بوصلة عقله ووجدانه ، ولا يحيده عن ذلك شئ إلا الموت ؛ فلا مالاً يغريه ،ولا منصباً يستهويه، ولا سياسياً يغرر به ، ولا عدواً لوطنه يشتريه؛ وبذلك يكون الإعلام ذا مهمة قومية تُعلى من شأن الوطن وتُعمرّه لاتخربه ، وتُنمى قدرات شعبه لاتُعجزه ، وتدفع بالأمل فى نفوس الشباب لا تُيّئسه، وتسرى بالخصوبة فى الصحراء الجرداء لاتُجدبها و وتُزيد الأمل فى الحياة لا تُميتها؛ وبهذه المهمة القومية للإعلام التى تحقق أمل المصريين.. ترى هل نحن فى مصرنا العظيمة لدينا إعلام يَعى دوره الحقيقى، ويُدرك مهمته القومية؟؟..بكل تأكيد الإجابة لالالالا بل إننا فى مهزلة إعلامية (إلا ما ندر) تهتم بالهيافات الشخصية ،و تُعنَى بالأحداث الفردية ، والسلوكيات الشاذة ، وتضخم من المعلومات السطحية وتخفض من شأن الإنجازات الضخمة القومية، وتسئ إلى الوطن أمام العالم بقصد أو بغير قصد ؛ وبذلك أرى أن الإعلام فى مصرنا ينقصه الكثيرمن القدرات، ويعوزه الوفير من الأخلاقيات : فلم نصل بعد إلى أنصاف إعلاميين إلا من عَصَم ربى ..أفيقوا أيها الإعلاميون ، وضعوا ميثاق شرف يُحدد مَهمة الإعلام ، والدور المنوط بكل متخصص فى الإعلام ،وتوصيف عمله فى كل برنامج يؤديه ،والهدف مما يقدمه للمتلقى وللدولة فى الداخل والخارج من أجل تحقيق آمال مصر والمصريين كل المصريين..
التعليقات مغلقة الان