الأسد هل يتنحى خلال زيارته لروسيا؟

اللواء الأخبارية

 

بعيدا عن أسلوب الإعلان عن زيارة الرئيس السورى بشار الأسد إلى روسيا، وطريقة الزيارة فى الأساس، إلا أن كل الأحداث والتصريحات التى أتت بعد تاريخ الزيارة، مثيرة للانتباه، بل وتؤكد أن أمرًا ما حدث بالفعل فى موسكو، بين بشار وفلاديمير بوتين.

أول التصريحات هو ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن نائب روسى يقوم بزيارة دمشق حالياً قوله إن رئيس النظام السورى بشار الأسد مستعد للمشاركة فى انتخابات رئاسية فى سوريا، لكن فقط حين “تتحرر” البلاد من تنظيم “داعش”، وأضاف النائب ألكسندر يوشتشينكو “الأسد مستعد لخوض انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية الراغبة فى رخاء سوريا”، مضيفا أن الرئيس السورى أعرب عن رغبته فى خوض الانتخابات “إذا لم يعارض الشعب ذلك”.

تزامن ذلك مع قول وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن الأمر فى سوريا يتطلب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى إطار أى تسوية سياسية للأزمة. وأضاف “حان الوقت للاستعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية فى سوريا”، وأعلن لافروف أن القوات الجوية الروسية فى سوريا مستعدة لتقديم غطاء للجيش السورى الحر، المدعوم من الغرب والذى يقاتل ضد الأسد، لمواجهة تنظيم “داعش”. إلا أن المعارضة السورية سارعت برفض العرض الروسى، مؤكدة أن دعوة موسكو لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية “غير واقعية”.

ثالث التصريحات المثيرة للانتباه، كان ما قاله وزير الخارجية السعودى عادل الجبير الذى أكد أن المباحثات مع نظيره الأميركى جون كيرى التى حدثت منذ يومين، شهدت توافقا فى الرؤى حول ضرورة إيجاد حل سياسى فى سوريا، يعتمد على مبادئ “جنيف واحد”، وتشكيل هيئة انتقالية تتولى السلطة فى سوريا، وتحافظ على مؤسسات الدولة، وتضع دستورا جديدا فى البلاد، كما أكد أيضا على عدم وجود مكان للأسد فى مستقبل سوريا. وهو نفس ما أكد عليه الجبير أيضا بعد لقائه مع نظيره المصرى سامح شكرى أمس بالقاهرة، مضيفا أن الموقف المصرى يتطابق مع الموقف السعودي.

التصريح الرابع هو الذى تناقلته وكالات الأنباء عن الخبير فى السياسات الروسية والدبلوماسى السابق، فيتشيسلاف ماتوزوف الذى قال إن “زيارة الأسد تكتسب أهمية سياسية للجانبين وهى رسالة تؤكد الموقف الروسى الداعم للإدارة السياسية فى سوريا”. فقد أعرب بوتن خلال الزيارة عن استعداد بلاده للاستمرار فى العمليات العسكرية، إضافة إلى الإسهام فى التسوية السياسية للصراع المستمر فى البلاد منذ أكثر من 4 سنوات.

وأكد بوتن أن التحرك نحو عملية الانتقال السياسى فى سوريا يمكن أن يحدث بالتزامن مع الحملة العسكرية على الأرض. وحول مستقبل الأسد فى أى تسوية سياسية، قال ماوزوف إنه “لا يمكن لروسيا ولا الولايات المتحدة الأميركية تقرير مصير الأسد، ولا تعنى التسوية السياسية بالضرورة أى إملاءات على سوريا من الجانب الروسي، وإن الإرادة الشعبية والانتخابات هى التى ستقرر التوجه السورى فى تحديد مصير الأسد كرئيس للبلاد أم لا”. وبرر ماتوزوف العمليات العسكرية فى سوريا بأنها “مرتبطة بالأمن القومى الروسى لمحاربة الإرهاب”.

آخر التصريحات الدالة على المرونة فى موقف الأسد، هو ما نقل على لسان العميد حسام العواك، قائد العمليات فى الجيش السورى الحر، والذى كشف عن كواليس لقاء بوتن بالرئيس السورى، قائلا إن نتيجته كانت محبطة للرئيس الروسى، الذى طلب من بشار أن يكون هناك فترة انتقالية للخروج من الأزمة، وتشكيل مجلس عسكرى لإدارة البلاد، لكن الأسد صدمه بأنه متواجد فى السلطة حتى النهاية.

وأضاف “اللقاء كان مذلا للأسد الذى ظل لمدة 12 ساعة فى انتظار الرئيس الروسى”، متابعا “إذا ظل بشار على موقفه فإن روسيا ستغير مواقفها، خاصة أنها تريد الحفاظ على مصالحها فى سوريا، والتى تمثلت فى ما عرضته فى اجتماع اللجنة الرباعية، وتحديدا عدم مرور خط الغاز القطرى إلى أوروبا عبر سوريا، بالإضافة إلى وجود قاعدة عسكرية روسية بصفة دائما فى اللاذقية”. وأضاف العواك أن روسيا تعمل على التواجد العسكرى فى سوريا أيضا من أجل عدم سقوط مؤسسات الدولة فى يد التيارات المتطرفة ما يؤثر على مصالحها بسوريا.

حديث العواك ربما يكون حقيقيا، لا سيما بعد سيل التحركات التى يجريها ساسة العالم بخصوص الشأن السوري، والتى تؤكد أن هناك أمرا ما تغير فى موقف بشار الأسد، بعد زيارته لروسيا ولقائه ببوتين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان