الأسباب الحقيقية وراء حرب مصر فى اليمن قديما وفى عاصفة الحزم

بقلم-خالد الريدي

إلى من يجهل تماما لم حاربت مصر فى الستينيات فى اليمن أقول إن من كان يطلق عليه فى ذلك الوقت بالإمام زورا وبهتانا والذى كان يحكم اليمن بطريقة فى غاية الغرابة والعجب حيث كان يستغل جهل البعض وضعف الوازع الدينى لدى البعض وكان يصل به الأمر إلى حد ارتداء عباءة فسفورية ويصعيد الجبل ليلا فى جنح الظلام ولم تكن هناك أى كهرباء بالطبع فكانت العباءة تضئ ما حولها ومن فرط التخلف كان الناس يسجدون له كأنه إله أو صاحب معجزات ، كانت اليمن تحكم بهذا الشكل المخالف للدين والأخلاق وكل الطبائع السليمة وكانت المعاملة بكل قسوة وعنف وتمييز ولذلك تدخلت مصر عبدالناصر وكان لزاما عليها عروبيا وإسلاميا ولكننا تعرضننا للغدر والخديعة من بعض القبليين الذين لا دين ولا عهد ولا خلق لهم ، وعندما نعود هذه المرة للمشاركة مع قوى عربية أخرى ، على رأسها المملكة العربية السعودية ، والتى تشارك وحدها بمائة طائرة مقاتلة حديثة ومتطورة ، وبأكثر من 150 ألف جندى ، تجهيزا للقتال البرى الموسع المحتمل أو الضرورى أيضا ، وكذلك تشارك بقوات بحرية ، إلى جانب دول عربية أخرى تبلغ 9 دول ، معظمها خليجية إلى جانب مصر والأردن حتى باكستان التى ليست من الدول العربية ، لكنها من الدول الإسلامية المهمة ، وكلها تشارك بناء على مطلب يمنى بل استنجاد بعدما انقلب الحوثيون على الرئيس الشرعى للبلاد بعد ثورة الشعب ضد على عبدالله صالح ، وحاصروا القصر الرئاسى بشكل لا يليق بأى حال ، وهاجمته طائراتهم ، ونجح بعد مناورة الاستقالة فى الهروب إلى عدن تاركا لهم صنعاء واحتمى بقبيتله ، ومن هناك أعلن مجددا عودته لممارسة مهامه رئيسا فعليا للبلاد ، ومع ذلك هاجموا القصر أيضا ، وحاصروه ، مسلحين بكم هائل من الأسلحة التى أرسلتهم لهم إيران خلال الفترة الماضية ، وخاصة فى الآونة الأخيرة ، حيث تسعى بكل قوة إلى مد نفوذها فى مختلف بلدان العالم العربى ، وتحديدا فى الأقطار التى تتواجد فيها مجموعات من الشيعة ، ومنهم الحوثيون فى اليمن ، والمنتسبين إلى حزب الله اللبنانى الشيعى فى لبنان ، وشيعة العراق ، والعلويين فى سوريا ، وما فعلته إزاء الأزمة السورية وإشعالها الصراع بشكل دموى ، بدأ أنه تصفية عرقية للسنة من قبل الشيعة ، حتى خرجت الأمور من يد الأسد ، وأصبحت الحرب هناك ساحة لكل قوى الإرهاب والظلام والقتل والتخريب والتكفير ، فكان وسطا مناسبا للغاية لظهور داعش سوريا بعد داعش العراق ، ورغم أنهما ينتميان إلى المذهب السنى ، لكنهما أصحاب عقائد فاسدة ، ومن أجناس مختلفة ، معظمهم غير عرب ، وتمويلهم أمريكى فى أغلبه ، ولا ننسى الشيعة فى البحرين ، ونذكر محاولة الانقلاب على الملك حمد لولا تدخل السعودية ، ومد يد العون بقوة للبحرين ، فمن المعروف إن شيعة إيران يعدون شيعة روافض ، وهم من غلاة الشيعة ، أى المتشددين ، ويصل الأمر بهم طبقا لمعتقداتهم الفاسدة أن قتل السنى واجب ، لأنهم يرون السنة خذلوا عليا ” رضى الله عنه” ، كما أننا من وجهة نظرهم لا نؤمن بما يسمونه حديثا شريفا ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا : كتاب الله وعترتى” والحق أن الحديث الشريف يقول ” كتاب الله وسنتى” وهم يعنون بالعترة آل البيت ويعتبرونهم مصدرا ثانيا للتشريع بعد كتاب الله مخالفين لسنة نبينا الأعظم ، حيث تعد مصادر التشريع الإسلامى 10 ، أولها القرآن الكريم ، فالسنة النبوية المطهررة بأنوعها : قولية وفعلية وتقريرية ، وسواء كانت مكملة أو شارحة أومفصلة ، ويأتى بعدها الإجماع فالاجتهاد والقياس والاستحسان وسد الذرائع إلخ
ومع ذلك فالأخطر من نشر المذهب الشيعى والتشيع فى العالم العربى بدلا من المذهب السنى المعتدل ، الذى لا يعادى أحدا ، ولا يرفضه ، ولم يدخل فى الدين ما ليس فيه ، ولم يفسد العقيدة الراسخة ، أن الأمر تحول لما هو أخطر بكثير فلم يعد الأمر مسألة مذهب وخلافات مذهبية ، بل إنها رغبة قديمة متعمقة الجذور فى الانتقام من العالم العربى كله ، حيث يتحركون من منطلق عرقى بحت فهم لاينسون أنهم من أبناء دولة فارس والعرق الساسانى ، وأن العرب هم من فتحوا فارس وقضوا على ملكهم وامبراطوريتهم الكبرى ، أيام الخلافة الإسلامية والفتوحات الكبرى ، نعم ولم لا وهم من أوجدوا القرامطة والبرامكة والدولة الصفوية ، ليكونوا على مدى عقود طوال شوكة فى ظهر الدولة الإسلامية فى العصور المختلفة ، وحتى فى العصر الحديث فى التسعينيات لما اعتصموا داخل الحرم المكى الشريف ، وأثاروا القلاقل ، وقاموا بعمل فتنة كبيرة ، وأفسدوا فى مكان يسمى بالحرم ، وحرم الله فيه حتى اللغو ، وما كان من المملكة إلا أن هاجمتهم بقوة ، حفاظا على أمنها القومى ، وحفظا لبيت الله الأعظم من الدنس ، وقتلت ما يقارب 750 منهم ، ما يعنى أن المحاولات لا تتوقف لاختراق العالم العربى ، وخلق الفتن ، وصناعة المؤامرات ، وما كان حزب الله فى لبنان إلا ليكون مصدر قلق حقيقى للأمة العربية كلها ، بما يعنى أن المخطط الإيرانى قديم للغاية ومستمر ولم يتوقف لحظة ، وأن عداءهم لمصر ازدادت وتيرته بعد استقبال الشهيد البطل أنور السادات للشاه الإيرانى الراحل محمد رضا بهلوى ، الذى طلب اللجوء للبلاد ، بعد ثورة الملالى والحرس الثورى عليه ، فيما سمى بالثورة الإيرانية ، والتى قادها الخومينى ، الذى سافر فجأة من فرنسا التى كانت تأويه ، ليقود الصراع ضد بهلوى وطرده من البلاد ، وكان يحاولون قتله بالطبع ، ولذلك لعبت دورا مهما فى تحريض وتمويل ما يسمى كذبا بالجماعة الإسلامية ـ والإسلام منهم براء ـ ، وما يسمى زورا بتنظيم الجهاد ـ ولا يجاهد إلى فى المسلمين !! ـ ، ومولتهم أيضا حتى قتلوا الزعيم البطل العظيم ، وأسمت واحدا من أهم شوارعها باسم القاتل المجرم خالد الإسلامبولى ، فهل بعد ذلك يسأل من يسأل : لم تدخلت مصر فى اليمن ؟؟
ونحن لم نتدخل إلا بعدد محدود من الطائرات والقوات البحرية ، واستعداد للقتال البرى فقط عند الضرورة القصوى والحاجة الملحة وبأعداد محدودة ؟؟
وهل يجهل هؤلاء أن الحوثيين سعوا إلى غلق مضيق باب المندب تماما ، فيما تسيطر إيران من الغرب على المضيق ، لقيامها باستئجار قاعدة عسكرية ضخمة فى دولة إريتريا ، التى رفضت الانضمام منذ أكثر من عقدين إلى جامعة الدول العربية ، بما يعنى توقف الملاحة تماما فى قناة السويس ، بما تمثله من شريان حيوى عالمى للملاحة البحرية ، وما يعنيه ذلك من عدم توافر العملة الصعبة التى توفره لمصر، وتضرر الاقتصاد المصرى المثقل بالأعباء أصلا ؟؟
فبأى عقول يفكر هؤلاء وبأى منطق يحكمون على الأمور ، وهم الذين يجهلون وجود معاهدة دفاع عربى مشترك ، طبقا لميثاق الجامعة العربية ، والذى لم نعمله من قبل إلا مرة واحدة فى حرب أكتوبر المجيدة بالتضامن مع مصر ضد العدو الصهيونى ، ومرة أخرى ، بصورة مختلفة بالمشاركة فى عاصفة الصحراء ، ردا على اغتصاب صدام حسين ـ رحمه الله ـ للكويت ، بعدما خدعته السفيرة الأمريكية فى بغداد ، وانطلى عليه الأمر ، وكانت محنة كبرى ليس لدولة الكويت وحدها ، بل للوطن العربى كله ؟؟!!!
فهل وعيتم الدرس أم أننا صرنا أمة الجدل وأننا بحق أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟؟
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان