إشادة بـ”البطل” أحمد.. ضحية هجوم باريس

مراسلينا

عبر أفراد الشرطة الفرنسيون عن حزنهم لمقتل زميلهم الشرطي المحقق أحمد المرابط أثناء الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة.

وأحمد المرابط هو أحد اثنين من أصول مغاربية قتلا خلال الهجوم الدامي الذي يشتبه أن الشقيقين سعيد وشريف كواشي نفذاه على مقر الصحيفة الباريسية.

غير أن مقتل أحمد المرابط، الذي بثته شاشات التلفزيون وظهر على الإنترنت، كان بشعاً بكل معنى الكلمة عندما قتل بدم بارد، أو “قتل مثل الكلب” مثلماً وصف أحدهم المشهد.

وكان أحمد الذي وصف بـ”البطل” حاول أن يوقف القاتلين المسلحين في الشارع، قبل أن يفرا من موقع الجريمة، التي استهدفت صحيفة شارلي إيبدو، وراح ضحيتها 12 شخصاً.

لقد تم استدعاء أحمد، وهو في الأربعينيات من عمره، الذي كان مكلفا برفقة زميله القيام بدورية أمنية في الدائرة الحادية عشر في باريس، وهي المنطقة التي تضم مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة.

ووصل أحمد وزميله الشرطي فرانك برنسولارو بينما كانت السيارة السيتروين السوداء التي يستقلها سعيد وشريف كواشي، على وشك الفرار من الموقع.

ترجل أحمد من السيارة وأصبح وجهاً لوجه مع القاتلين.. سحب مسدسه كما يقتضي واجبه، بحسب زميله في مركز الشرطة روكو كونتينتو.

وأظهر شريط الفيديو، الذي تم سحبه من الإنترنت، المسلحين وهما يتجهان إلى السيارة قبل أن يعمد أحدهما إلى قتل أحمد برصاصة من سلاحه الكلاشينكوف، بينما كان يحاول أن يتحدث معه وهو ملقى على الرصيف إثر إصابته أول مرة.

تحرك مسلح باتجاه أحمد وسأله: “هل تريد قتلنا؟” فرد أحمد المرابط قائلاً: “لا.. الأمور جيدة”، وعندها أطلق المسلح النار عليه في رأسه.

وبعد ظهور الدعم للصحيفة مع استخدام الوسم “كلنا تشارلي”، ظهر وسم آخر على تويتر يقول “كلنا أحمد”، في محاولة لتكريم الشرطي.

وقال أحد المغردين على تويتر “أنا لست تشارلي.. أنا أحمد الشرطي القتيل.. تشارلي سخرت من معتقداتنا وثقافتنا.. وأنا قتلت دفاعاً عن حقه في القيام بذلك”.

وقال نيكولا كومت، نائب الأمين العام لوحدة الشرطة التي ينتمي إليها المرابط في باريس: “لقد تأثرت كثير بمشهد الفيديو” صباح الخميس وبمشهد “اغتيال أحد رجال الشرطة الذي قتل “مثل كلب”.

وأمام مركز الشرطة، حيث يخدم المرابط، نثرت الزهور تعبيراً عن الحزن عليه والتضامن مع زملائه، وتحولت رنات أجهزة الهاتف إلى رنة الحزن على فقدان المرابط والشرطية الفرنسية التي قتلت في مرسيليا.

يشار إلى أن المرابط التحق بجهاز الشرطة منذ 8 سنوات، وتمت ترقيته مؤخراً إلى محقق، وتعود أصوله إلى تونس، وفقاً لما ذكره وميله وصديقه كونتينتو.

الجدير بالذكر أن مدققاً لغوياً بالصحيفة، من أصول جزائرية قضى في الهجوم أيضاَ، هو مصطفى وراد، الذي كان قد انتقل إلى فرنسا وهو في العشرين من عمره، حيث قام بتعليم وتثقيف نفسه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان